العالمي : صاحبة أفضل طرق للتمويه.. ماذا تعرف عن حشرة يرقة العصا؟

تتميز يرقة العصا بواحدة من أكثر طرق التمويه الطبيعية إثارة للإعجاب فى عالم الحيوان، فهى لا تبدو كأغصان هامدة فحسب، بل يمكنها أيضا تغيير لونها ليناسب خلفيتها، فهناك الكثير من الكائنات البارعة فى التمويه من اليرقات التى تتخذ وضعية مثالية على أوراق المانجو لتندمج مع البيئة، إلى الفراشات التى تشبه الأوراق الميتة والعثّات التى يتغذى ذبابها على فضلات الطيور على أجنحتها، ولكن يرقة العصا مذهلة بشكل كبير، حيث توجد فى مناطق مختلفة من نصف الكرة الشمالى، مثل آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وهى بارعة فى التقليد، ولا يقتصر الأمر على شكلها الشبيه بالغصن، بل يمكنها أيضا استشعار لون الغصن الذى تستقر عليه بجلدها وتغيير لونه وفقا لذلك لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة.

يرقة العصا صاحبة أكثر طرق التمويه إثارة للإعجاب فى عالم الحيوان

تفقس يرقات العصا من البيض فى منتصف الصيف، وعادة ما تكون نشطة من شهر يوليو إلى سبتمبر، ولكن من غير المرجح أن تراها لمجرد أنها تكاد لا تُميز عن الأغصان، بأجسامها غير المنتظمة، ورؤوسها التى تشبه السيقان المكسورة، وأرجلها الصغيرة التى تشبه العروش الصغيرة، تعتمد هذه المخلوقات الصغيرة على كل من الوضعية المثالية والقدرة الطبيعية على تغيير اللون لإتقان تمويهها، بحسب ما ذكر موقع oddity central.

وكأن مظهرها وحده لم يكن كافيا لخداع معظم الحيوانات المفترسة، يمكن ليرقات العصا أن تُعلق رؤوسها بأغصان الأشجار وتمد أجسامها للخارج لتقليد الأغصان الصغيرة، يمكنها الحفاظ على هذا الوضع لفترات طويلة من الزمن، على الأقل لفترة كافية لخداع معظم التهديدات، فى بعض الحالات، يمكن لليرقات الصغيرة أيضا اتخاذ أوضاع تُشبه فضلات الطيور.

اليرقة تتلون

فى دراسة نُشرت فى مجلة Communications Biology، أفاد باحثون بأن يرقات العصا غيّرت لون أجسامها ليتناسب مع خلفيتها، حتى وهى معصوبة العينين، يُشير هذا إلى أن الجينات اللازمة للرؤية لم تكن تُعبّر عنها فى عيون اليرقات فحسب، بل فى جلدها أيضا.

وقال البروفيسور إيليك ساشيرى من جامعة ليفربول: “تحاكى يرقات العصا الأغصان لتجنب اكتشافها والتهامها من قِبل الطيور، ولأن الأغصان التى قد تجد نفسها عليها قد تختلف فى اللون والنمط، فقد تطورت لتغير لونها، وبدا لنا أن دقة قدرتها على القيام بذلك تتعارض مع البنية البسيطة نسبيا وموقع عيونها”.