التخطي إلى المحتوى

العالمي : بعد إقالة مانشيني.. هل يعيد التاريخ نفسه مع الأخضر السعودي؟

العالمي : بعد إقالة مانشيني.. هل يعيد التاريخ نفسه مع الأخضر السعودي؟

“صنعت التاريخ في أوروبا، والآن جئت لصناعة التاريخ في السعودية”.. تلك كانت الكلمات الأولى للإيطالي روبرتو مانشيني بعد الإعلان عن تعيينه مدرباً لـ”الأخضر” قبل نحو 14 شهراً.

لكن حقيقة الأمر تشير إلى أن الأخضر في حقبة مانشيني أضاع التاريخ الذي بناه عبر أجيال، فلم يتمكن المنتخب السعودي من تخطي دور الـ16 من بطولة كأس آسيا التي جرت في قطر مطلع العام الحالي، وسجل أسوأ بداية له في التصفيات المونديالية منذ اعتماد النظام الحالي، بعد أن جمع خمس نقاط فقط في أربع مباريات، حصل عليها من خلال انتصار وحيد على الصين وتعادل مع إندونيسيا والبحرين، وخسارة من اليابان، ليحتل المركز الثالث في مجموعته متأخراً عن اليابان بفارق خمس نقاط، وعن أستراليا بفارق الأهداف.

الحصيلة الرقمية تشير إلى أن الأخضر السعودي خاض تحت قيادة الإيطالي روبرتو مانشيني 18 مباراة، لم يفز إلا بسبع منها، فيما انتهت ست مباريات بالتعادل، وخمس بالخسارة. وخلال هذه المباريات، تلقت شباك (بطل آسيا 4 مرات) 18 هدفاً بمعدل هدف في كل مباراة، فيما سجل لاعبو الأخضر 24 هدفاً فقط.

إقالة مانشيني.. قرار متأخر وليس مفاجئاً

يرى الكثيرون أن قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالانفصال عن المدرب الإيطالي مانشيني جاء متأخراً بعض الشيء، لكنه كان ضرورياً لإنقاذ بطاقة التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026 قبل فوات الأوان.

ولم يُفاجَأ الشارع الرياضي بالقرار الذي شكل مطلباً حقيقياً بالنسبة للكثيرين؛ فمنتخب المملكة، الذي أمضى عاماً كاملاً و48 يوماً بالتمام والكمال تحت قيادة مانشيني، لم يظهر ما يوحي بأنه سيقدم ما هو أفضل في المستقبل.

ومن جهة ثانية، فقد عرفت المرحلة التي قضاها التقني الإيطالي مع الأخضر السعودي الكثير من الجدل والتصريحات النارية والمشاكل مع اللاعبين والجماهير، وحتى مع المسؤولين عن اللعبة، حيث تم انتقاد الجميع علناً في أكثر من مؤتمر ولقاء صحفي.

مبررات منطقية

وجه روبرتو مانشيني سهام النقد في أكثر من مناسبة إلى منظومة الاحتراف الجديدة في دوري روشن لكرة القدم، والتي نجحت في تحويل بطولة الدوري المحلية إلى مسابقة عالمية تُتابع بشكل مميز في الكثير من البلدان، بفضل النجوم العالميين الذين تم استقطابهم.

لكن، وحسب المدرب الإيطالي، فإن السماح لعدد كبير من المحترفين الأجانب باللعب كان على حساب اللاعب المحلي، حتى أضحى بعض من نجوم المنتخب الأول أسرى لمقاعد البدلاء، ليتقلص عدد الدقائق والمباريات الملعوبة، وهو ما أثر في جاهزيتهم فعلاً، خاصة أن المنتخب السعودي لا يملك محترفين في الخارج كما هو الحال في الكثير من المنتخبات الآسيوية الأخرى، وبالتالي فإن الاعتماد الرئيسي يكون على اللاعب الذي تنتجه وتقدمه الأندية السعودية محلياً.

وحسب إحصائية نشرها الموقع الرسمي للأخضر السعودي، فقد شارك مع مانشيني خلال الفترة التي قضاها مع المنتخب الأول 44 لاعباً، وكان سالم الدوسري (قائد المنتخب) هو الأكثر حضوراً في 16 مباراة، بينما شارك ثمانية لاعبون في مباراة واحدة فقط.

هل يعيد التاريخ نفسه؟

لم تكن هذه المرة الأولى التي يقدم فيها الاتحاد السعودي لكرة القدم على تغيير مدرب الفريق الأول خلال الدور الحاسم من التصفيات المونديالية، ولعل التجارب السابقة تدعو الكثيرين للتفاؤل، خاصة أن خيار تغيير المدرب قد نجح في ثلاث من المرات الأربعة السابقة.

كانت البداية مع تعيين محمد الخراشي لقيادة الأخضر في المباراة الأخيرة من تصفيات مونديال 1994 بدلاً من البرازيلي جوزيه كندينو، وحينها فاز المنتخب السعودي 4-3 وقطع تذكرته إلى النهائيات العالمية للمرة الأولى.

الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي السابق

وتكرر الأمر مع إقالة البرتغالي نيلو فينغادا في منتصف تصفيات مونديال 1998، ليتم تعيين الألماني أوتو فيستر مكانه، وليصعد الأخضر للمونديال للمرة الثانية على التوالي.

وأعاد التاريخ نفسه في تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 عندما تمت إقالة الصربي سلوبودان سانتراش بعد جولتين فقط من بداية تصفيات الدور الحاسم، ليتم تعيين ناصر الجوهر الذي قاد المنتخب السعودي إلى النهائيات.

أما المرة الوحيدة التي لم يؤتِ التغيير بثماره فكانت من خلال إقالة الجوهر نفسه في تصفيات مونديال 2010، واستقدام البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي فشل في حجز تذكرة العبور إلى جنوب أفريقيا. 

العالمي : بعد إقالة مانشيني.. هل يعيد التاريخ نفسه مع الأخضر السعودي؟

مصدر الخبر