التخطي إلى المحتوى

العالمي : بعد هدف برشلونة المُلغى.. هل سنفقد ثقتنا في التكنولوجيا؟

العالمي : بعد هدف برشلونة المُلغى.. هل سنفقد ثقتنا في التكنولوجيا؟

تعرض برشلونة لموقف صعب على ملعب ريالي أرينا، بعد أن خسر أمام أصحاب الأرض ريال سوسيداد (1-0)، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإسباني 2024-25، كما تم حرمانه من هدف مثير للجدل سجله المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

البرسا كاد أن يكون هو المتقدم في النتيجة لولا إلغاء هدف لصالح مهاجمه روبرت ليفاندوفسكي بداعي تسلله في لقطة أثارت جدلًا كبيرًا إذ يرى كثيرون أن قدم مدافع سوسييداد نايف أكرد هي التي كانت تغطي قدم المهاجم البولندي وليس العكس كما أظهرته لقطة كشف التسلل نصف الأوتوماتيكي.

وفي حالة ما إذا كان اعتقاد الكثيرين صحيحًا بأن قدم ليفاندوفسكي لم تكن هي المتقدمة كما يبدو في الصورة فإن تكنولوجيا التسلل نصف الأوتوماتيكية ستكون في مأزق محرج أمام المتابعين إذ ستكون في مرمى النيران كونها عرضة للخطأ.

احدى التقنيات كانت قد وقعت في خطأ قاتل هي الأخرى وهي تقنية خط المرمى عندما جمعت مباراة بين رين وكون في الدوري الفرنسي موسم 2017-2018 وأشارت إلى حكم المباراة بعبور ركلة ركنية لخط مرمى كون ليضطر الحكم إلى إيقاف اللقاء غير مقتنع بتسجيل الهدف بسبب وضوح عدم عبور الكرة لخط المرمى لكنه أشار إلى تسجيله بعد ذلك.

وبعد مشاورات من الخارج قرر الحكم إلغاء الهدف بعد التيقن من وقوع تكنولوجيا خط المرمى في خطأ تقني كاد يتسبب في كارثة. لكن الكارثة حدثت بعدها بعدة أشهر عندما وقعت نفس التقنية المستخدمة في فرنسا في خطأين كبيرين في ربع نهائي كأس الدوري خلال مباراتين؛ بين باريس سان جيرمان مع أميان وبين أنجيه ومونبيليه.

وقتها قرر الاتحاد الفرنسي تعليق العمل بتقنية خط المرمى كإجراء احترازي لحين إصلاح الأخطاء فيها وهي التقنية التي كانت تقدمها شركة جول كنترول، وهي شركة مختلفة عن شركة عين الصقر “هوك آي” التي كانت تقدم نفس الخدمة للبريميرليغ والبوندسليغا والسيري آ وغيرها من الدوريات الكبرى.

إذًا يمكن للتكنولوجيا الوقوع في الخطأ، لكن هل هذا يعني أن نفقد ثقتنا فيها وأن نستغني عنها؟ الإجابة بكل وضوح بحسب رؤيتنا هي قطعًا لا. فعدد حالات الوقوع في الخطأ نادرة جدًا كما أن كل تكنولوجيا تتطور بشكل أكبر وتصير فيها الأخطاء أقل إن لم تكن معدومة بينما إن تخلينا عن التكنولوجيا فإننا سنظل محلك سر في عدد الأخطاء الضخم الذي يرتكبه البشر والذي لا يمكن تخفيضه إلا بحدود ضيقة.

النقطة الأخرى هي أن تكنولوجيا التسلل الجديدة تُدعى التقنية نصف الأتوماتيكية وليست الأوتوماتيكية، وهذا المصطلح جاء من فكرة أن هناك مرحلة ما عندما تقرر التكنولوجيا أمرًا ما، فإنه ينبغي على البشر (الحكام) مراجعة اللقطة وإعطاء الموافقة على هذا الأمر تفاديًا لأي خطأ تقني قد يحدث، بعكس التقنية الأوتوماتيكية 100% وهي التي لا يتم مراجعة ما جرى من خلالها من خلال البشر وهو أمر لا يحدث في عالم الفار في كرة القدم عكس عالم التنس على سبيل المثال والتي تقرر فيه التكنولوجيا ما إذا كان تحدي اللاعب لعدم خروج الكرة من الملعب هو تحدٍ صحيح بالفعل أم لا.

لذلك، فإنه إن كان لحكام الفار في لقطة روبيرت ليفاندوفسكي قناعة من خلال الصورة التليفزيونية بأن قدم نايف أكرد كانت هي المتقدمة على قدم المهاجم البولندي، فإنه كان ينبغي عليهم عدم إعطاء الموافقة على تلك الزلة من التقنية (إن كانت التقنية غير محقة في قرارها) لكن لا يمكن معرفة رأي حكام الفار في اللقطة حتى الآن علمًا بأن الموقف يمكن وصفه بالصعب جدًا عليهم فهي المرة الأولى التي كان يمكن لنا كبشر تحدي هذا القرار بالنظر إلى أن آخر نقطة من كلا اللاعبين كانت على الأرض وبالتالي تصير الأمور أسهل نسبيًا في  الحكم على اللقطة بشكل أدق من خلال العين المجردة.

العالمي : بعد هدف برشلونة المُلغى.. هل سنفقد ثقتنا في التكنولوجيا؟

مصدر الخبر