العالمي : قطر تتحدّى إيران.. فهل يكرّس بطل آسيا التفوق؟

يواجه منتخب قطر نظيره الإيراني على استاد راشد في مدينة دبي الإماراتية في ثالث مراحل تصفيات مونديال 2026، في صدام هو الأقوى في المجموعة الأولى لحساب الجولة الرابعة، بين منتخبين مرشحين فوق العادة للتأهل المباشر بواقع ثقل إرث المنتخبين قبل التصفيات.

زعامة القارة في نسختين متتاليتين من كأس آسيا 2019 و2023، تُدخِل المنتخب القطري المواجهة دون مركب نقص، حتى لو كان المنافس هو صاحب مقعد التمثيل الآسيوي الثابت في كأس العالم لثلاث نسخ أخيرة متتالية من أصل ست مناسبات مونديالية تاريخية، مع أفضلية عنابية في المواجهة الأخيرة لحساب نصف نهائي كأس آسيا عندما انتصر الأدعم بثلاثة أهداف لاثنين، ما يعني أن مواجهة الغد مناسبة لتكريس التفوق، وثأرية في الوقت نفسه للمنتخب الإيراني.

وتحتلّ قطر المركز الرابع في المجموعة، متأخرة بفارق الأهداف عن المنتخب الإماراتي الثالث، في حين يتشارك المنتخب الإيراني مع نظيره الأوزبكي صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، متأخرًا بفارق الأهداف، فيما يحتل المنتخب الكوري الشمالي المركز الخامس برصيد نقطتين، ويقبع منتخب قيرغيزستان في المركز الأخير دون نقاط.

قطر المتحفّزة بمعنوياتها تصطدم بمنافس إيراني صلب

تدخل قطر المواجهة بالكثير من الدوافع المعنوية، ليس فقط بسبب استعادة كامل حظوظ المنافسة على التأهل المباشر عبر الانتصار الأول في المجموعة، بل بسبب العرض الفني الراقي الذي قدّمه “العنابي” والذي يعدّ الأفضل في الآونة الأخيرة، بمتغيرات كثيرة، خصوصًا في النواحي التكتيكية بعد المستجدات التي عرفها المنتخب في المباراة بجرأة هجومية كبيرة، إلى جانب الصلابة الدفاعية.

المنتخب الإيراني ورغم النتائج الإيجابية التي حققها، لم يقدم تلك الصورة المثالية من النواحي الفنية بانتصارين بشق الأنفس على قيرغيزستان والإمارات، والتشبث بالتعادل أمام أوزبكستان، ما يؤكد بأن المنتخب يملك ميزة القدرة على تحقيق النتائج، لكن ثمة الكثير من النواقص لا سيما على مستوى الفعالية الهجومية، حيث سجل هدفين فقط بهديتين من دفاعي قيرغيزستان والإمارات، لكنه ما زال يحتفظ ببعض الهيبة المتمثلة بالصلابة الدفاعية، ذلك أنه لم يستقبل أي هدف في المباريات الثلاثة.

استثمار المكاسب.. والتشكيلة المتوقعة 

الكرة ستكون في ملعب قطر ومدربها الإسباني ماركيز لوبيز من أجل استثمار المستجدات التي طرأت بالشكل الأمثل، دون العودة إلى المربع الأول، بحتمية البناء على المكتسبات التكتيكية التي تحققت في مباراة قيرغيزستان خصوصًا في جزئية الجرأة -المحسوبة- بطبيعة الحال  في ظل فوارق تبدو جوهرية بين المنتخبين القيرغيزي والإيراني القوي.

ويبدو أن الفترة التي أعقبت فوز قطر في مباراة قيرغيزستان أدخلت لوبيز في حيرة لاختيار التشكيل والأسلوب الذي سيواجه به المنتخب الإيراني، بين ما يعتبره -شخصيًا- مغامرة الحفاظ على الشكل العام للمنتخب كما في المباراة السابقة، وهو الأمر الذي يعد من وجهة نظر المدرب، تعليق النتيجة على جزئيات صغيرة، وبين العودة إلى الأسلوب التقليدي بتمكين الخطوط الخلفية بزيادة عددية لتجنب الخسارة، وفق إمكانية العودة بنقطة يراها مكسبًا كبيرًا، معتبرًا أن المواجهة وإن تمّ نقلها إلى الإمارات، لكنها تبقى خارج الأرض وفقًا لحسابات الذهاب والإياب.

تشكيلة قطر المتوقعة تتجه على الأغلب نحو الاحتفاظ بنظام اللعب بالمدافعين الأربعة مع مستجدات الاعتماد على ظهير أيمن يؤدي دورًا دفاعيًا تقليديًا دون المشاركة في العمل الهجومي وهو على الأغلب العائد بعد الغياب -طارق سلمان- على أن تُمنح الحرية لعبد الكريم حسن في الرواق الأيسر ليؤدي الدور المزدوج بين الدفاع والهجوم، مقابل حضور خوخي بوعلام ولوكاس مينديز كقلبي دفاع.

في منطقة عمليات قطر سيعود المدرب إلى اللعب بمحوري ارتكاز بدور دفاعي كبير، أحمد فتحي وجاسم جابر، على أن يشارك عبد العزيز حاتم أو إبراهيم الحسن كلاعب وسط ثالث وفق ميل للمساندة في العمل الدفاعي أكثر من المشاركة في البناء.

في المقدمة سيتم الاعتماد على الثلاثي أكرم عفيف والمعز علي وإدميسلون جونيور، على أن يقدم أكرم المساندة للجهة اليسرى في الحالة الدفاعية، ويفعل إدميلسون الشيء نفسه في المساندة من الجهة اليمنى، على أن يكون المعز رأس الحربة الوحيد في الأمام، ما يعني بأن الرسم سيكون 4/2/3/1 من خلال وجود خمسة لاعبين في منطقة العمليات في الحالة الدفاعية، والاعتماد على التحولات الهجومية السريعة.