التخطي إلى المحتوى

العالمي : الرابح والخاسر في الحرب

العالمي : الرابح والخاسر في الحرب


احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , الرابح والخاسر في الحرب, اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024 12:11 مساءً

الأحد 20/أكتوبر/2024 – 12:06 م 10/20/2024 12:06:38 PM

مضى أكثر من عام اندلاع القتال بين حماس وإسرائيل، ومع أن الحرب لم تضع اوزارها بعد، ولكن هناك شواهد كثيرة تشي بنتائج تلك الحرب. 
كان أهم أهداف حركة حماس من العملية التي شنتها ضد إسرائيل يوم 7 كتوبر 2023 هو تحريك للملف الفلسطيني الذي تم نسيانه، وأصبح يقترب من التجميد طوال السنوات الأخيرة، حيث بدا وكأن الإعلام الغربي قد بدأ يتجاهل القضية الفلسطينية، ولم يعد أحد يرغب في الحديث عنها. كان الوضع على الأرض كما ظهر من خلال الإعلام الغربي. أنه خلال الأعوام السابقة كان يميل بشدة لصالح إسرائيل، والتي بدأت بالفعل بالتحرك نحو زيادة بناء المستوطنات، التي تضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وقد احكم الحصار حول قطاع غزة، التي تحولت إلى سجن كبير في الهواء الطلق لأكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني.
لذلك فإن قيادة حماس اعتقدت أنه من المهم تحريك الموقف بعملية جريئة، ووقف هذا التجاهل البطيء للقضية الفلسطينية، من خلال القيام بعملية كبيرة تلفت أنظار العالم، وهو ما تنفيذه بكل دقة يوم 7 أكتوبر 2023. وهو نفس المنطق الذي تبناه الرئيس السادات قبل خمسين عاما، عندما شن هجوما على إسرائيل في نفس اليوم، وكانت تعليماته لقواده العسكريين بالعبور شرق القناة مسافة تكفي لتحريك القضية، والبدء في العملية السياسية السلمية، وقد حقق الرئيس السادات خطته بكل اقتدار، ونفذ بكل دقه ما خطط له. ويقول إن الهدف الأول والأساسي هو اجبار إسرائيل بشكل أساسي وإجبار العالم على إعادة النظر في مشكلة الشرق الوسط، بغض النظر عن مدى وحشية وخطورة العملية التي تستلزم ذلك.
قامت حماس بتنفيذ خطتها انطلاقًا من غزة تجاه العمق الاسرائيلي، أدى ذلك إلى سقوط عدد من القتلى من الجنود الإسرائيليين، نحو 1200 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 330 بالمعارك البرية في قطاع غزة. بين قتيل وجريح، بينما وصل عدد المحتجزين رهائن إسرائيل في غزة إلى 251، وعدد الرهائن الأحياء في غزة: 66، بما في ذلك 2 من قبل 7 أكتوبر. بينما عدد الأسرى في غزة الذين يُعتقد أنهم ماتوا: 35، بما في ذلك 2 من قبل 7 أكتوبر.
وبعد مضى أكثر من عام لا تزال معضلة الأسرى الذين احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي عقدة العقد، خصوصًا بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح 15 أكتوبر 2024، العثور في قطاع غزة على جثث 6 من الأسرى خلال عملية نفذها بالاشتراك مع الاستخبارات الداخلية.
وتأتي هذه الأرقام في وقت تُتهم فيه تل أبيب بأنها تتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها ومعظم خسائرها في قطاع غزة، بينما قال مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة، إن الجيش يدفع “أثمانا باهظة” في معاركه داخل القطاع، ويخوض “قتالا شرسا” مع مقاتلين فلسطينيين. 
ويرى خبراء آخرون أن حماس أرادت استغلال الوقت الحرج الذي يمر به المجتمع الإسرائيلي من انقسام شديد بسبب حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية ومحاولاتها للسيطرة على المحكمة العليا في البلاد وهو ما أثار غضبًا شديدًا.  
ومن ناحية القضية الفلسطينية، التي تقاتل حماس من اجلها، فهي لن تتحرك عن موضعها قيد انملة، وربما نسي مقاتلو حماس وحزب الله، أن الإعلام الغربي نجح في اقناع معظم دول أوروبا بوضع هاتين المنظمتين، حماس وحزب الله ضمن المنظمات الإرهابية والخطيرة في قوائم الإرهاب الدولي الذي ينفر منه العالم الغربي، الفلسطينيون الذين قتلوا في غزة: أكثر من 41 ألف. بينما عدد الجرحى في غزة: أكثر من 96 ألف.
وبخلاف من قتل في حرب حماس وإسرائيل، ابتداء من اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق في العاصمة الإيرانية طهران في يوليو الماضي، وفي الأيام الماضية في 17 أكتوبر اغتيل يحي السنوار. رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي خلف الشهيد إسماعيل هنية. 
ومن ناحية أخرى بعد ان قامت إسرائيل بتسوية كل قطاع غزة بالأرض ’ ودمرت البنية التحتية والضرورية لحياة اهل القطاع، وقضت على معظم قيادات حماس، فأنها اتجهت الى شريك المقاومة لحماس، حزب الله اللبناني وبذات حربا دمرت في البداية كل خطوط اتصالاته عن طريق تفخيخ أجهزة الاتصالات، وانفجارها في مستخدميها، وبذات عملية اغتيالات لقادة حزب الله انتهت باغتيال حسن نصر الأمين العام لحزب الله وكل فريق الأمانة العامة المصاحبين له.
انها حرب خسر فيها الكل، ولا يوجد فيها منتصر مهما ادعي أحد الأطراف، إنها الحرب التي خسر فيها كل أطرافها، لا غالب فيها ولا مغلوب، تضيف هموما معيشية أخرى لبعض أبناء العرب في غزة ولبنان وبعض الدول التي تضررت من الحرب بطريقة غير مباشرة مثل مصر والأردن.
انها حرب عبثية تضاف الى حروب العرب العبثية التي خاضوها دون طائل، ونبذوا كلمة السلام واحتقروها، واغتالوا بعنادهم اول زعيم عربي ينادي بها.




العالمي : الرابح والخاسر في الحرب

مصدر الخبر