العالمي : ردة فعل قوية من قطر ودليل على أن مانشيني لا يدرس المنافسين!

كانت الإثارة حاضرة في الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم، مع تسع مباريات شهدت العديد من الظواهر والأرقام والمفارقات، ما بين سطوة اليابان واستعادة قطر لصورتها المعهودة وأخطاء روبرتو مانشيني التي كلفت السعودية الكثير.

وواصل المنتخب الياباني الحفاظ على سجله المثالي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال، بينما حقق العنابي فوزه الأول الذي يعول عليه لاستعادة الثقة، وأضاف منتخب العراق 3 نقاط أخرى لرصيده قبل مواجهة صعبة منتظرة ضد كوريا الجنوبية التي عادت بفوز ثمين من الأردن.

من يوقف الكمبيوتر الياباني

واصلت اليابان بدايتها المثالية في التصفيات بالفوز على السعودية 2-0 في ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، ليتقدم المنتخب الياباني بفارق خمس نقاط في صدارة المجموعة الثالثة.

ثلاثة انتصارات من العدد نفسه من المباريات، مع تسجيل 14 هدفًا وعدم تلقي أي هدف، أرقام صنعت بداية مذهلة لليابان، فالبعض إن كان قد شكك في قوة اليابان رغم الفوز على الصين 7-0 والبحرين 5-0 فالفوز على السعودية له دلالة قوية.

السبب أن ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية ليس بالملعب السعيد لمنتخب اليابان، حيث خسر في آخر مباراتين له هناك بنتيجة 1-0 في عامي 2017 و2021، وكلتا المباراتين في تصفيات كأس العالم.

التجانس هو سر قوة اليابان، فمن بين 27 لاعبًا تم استدعاؤهم، احتفظ مدرب اليابان مورياسو بـ 24 لاعبًا تغلبوا على الصين 7-0 والبحرين 5-0 في أول مباراتين في سبتمبر، وأصبح يوكو أوهاشي البالغ من العمر 28 عامًا من بلاكبيرن روفرز الوافد الجديد الوحيد في الفريق.

وبعدما حافظت اليابان على نظافة شباكها في آخر 3 مباريات لها في تصفيات كأس العالم، اقتربت من آخر أطول سلسلة من المباريات لم تستقبل فيها أي هدف في المسابقة، والتي استمرت 5 مباريات من 11 نوفمبر 2021 إلى 24 مارس 2022. وتجدر الإشارة إلى أن نجم المنتخب الياباني جونيا إيتو صنع 4 أهداف في تصفيات كأس العالم هذا الموسم، أكثر من أي لاعب آخر.

مانشيني لا يدرس منافسي المنتخب السعودي

أداء باهت جديد قدمه المنتخب السعودي تحت قيادة روبرتو مانشيني الذي لا يعرف مرة أخرى كيف يستفيد من عناصره وعجز عن إيجاد الطريقة المناسبة لإظهار أفضل ما لدى الأسماء التي يمتلكها.

مانشيني أمام اليابان قام بخطأ في البداية بالاعتماد على طريقة 3-5-2 نفسها التي لا تساعد أفضل عناصر الأخضر خاصة سالم الدوسري في وجوده بالعمق، وعندما استقبل الفريق الهدف الأول صحح الأمر وحوله إلى الطرف الأيسر.

ونتج عن ذلك، تحسن المنتخب السعودي نسبيًا وتشكيل بعض الخطورة على اليابان، ولكنها لم تستمر بسبب تدخل مانشيني في الشوط الثاني، بالعودة للطريقة ذاتها عن طريق سحب الجناح الأيمن أيمن يحيى والزج بالمهاجم الثاني صالح الشهري.

الأمر الآخر الذي تحدثنا عنه حتى قبل المباراة وهو في سوء المنتخب السعودي مع مانشيني في الركلات الركنية التي عذبته أمام الصين، ومرة أخرى استقبل هدفًا من ركلة ركنية أمام اليابان، وهو ما يؤكد على أن مانشيني لا يدرس المنافسين بشكل جيد.

إن كان مانشيني قد درس اليابان حقًا، فسيعرف أن تكتيك الركلة الركنية التي جاء منها الهدف الثاني، هو نفسه الذي استخدمه المنتخب الياباني أمام الصين (كما شرحنا ذلك هنا).

العنابي يُكشر عن أنيابه

حقق المنتخب القطري، حامل لقب كأس آسيا، أول فوز له في تصفيات آسيا، حيث ألحق فريق تانتين ماركيز الهزيمة بجمهورية قرغيزستان 3-1 في المجموعة الأولى على ملعب أحمد بن علي.

دخلت قطر المباراة بنقطة واحدة فقط باسمها وكانت أي نتيجة سلبية أخرى ستؤثر بشكل كبير على آمالها في التأهل، خاصة أنها ستواجه إيران القوية في الجولة القادمة.

 لكن رد فعل قطر كان قويًا، حيث بلغ إجمالي تسديدات قطر 30 تسديدة على المرمى، وهو أعلى إجمالي لأي فريق في مباراة واحدة في تصفيات كأس العالم هذا الموسم، كما توضح الصورة أدناه.

المباراة شهدت خلق قطر 22 فرصة، نصفها خلقها المتألق أكرم عفيف، وهو أعلى رقم في تصفيات آسيا.

العراق وفلسطين.. مباراة الفرص المحدودة

ضمن هدف أيمن حسين في الدقيقة 31 للعراق النقاط كاملة أمام فلسطين المصممة، ليصل لنفس رصيد كوريا الجنوبية، سبع نقاط، حيث سيلتقي الفريقان في إنتشون يوم الثلاثاء.

كان أيمن حسين شوكة في عروق فلسطين منذ البداية، وهو اللاعب الحاسم للمنتخب العراقي كالعادة، لكن المباراة شهدت خلق 3 فرص فقط، وهي أقل المباريات على مستوى الفرص التي جاءت بواقع اثنتين للعراق وواحدة لفلسطين.

الفارق بين كوريا الجنوبية والأردن

الكثيرون توقعوا أن يعاني منتخب كوريا الجنوبية مع غياب نجمه وقائده سون هيون مين، لكن الفوز على الأردن 2-0 أكد عكس ذلك، فالمنتخب الكوري لديه من العمق واللاعبين ما يكفي للتعامل مع غياب نجم توتنهام، ولم يتأثر حتى بعد خروج هوانغ هي تشان مصابًا بعد 23 دقيقة.

تتمثل إحدى نقاط القوة الرئيسية في منتخب كوريا الجنوبية في عمق الفريق، ويمكن لهونغ ميونغ بو أن يتوقع ظهور لاعبين مثل لي كانغ إن وهونغ هيون سوك في غياب سون.

وعلى العكس فالأردن يعاني فعليًا من غياب النجم موسى التعمري، ويظهر كأنه افتقد 50% من قوته الهجومية. أكملت كوريا الجنوبية 761 تمريرة في هذه المباراة، وهو أعلى إجمالي لها في مباراة واحدة في تصفيات كأس العالم 2026.

رشيد جابر يصنع العجائب مع عمان

قدمت عمان مستوى باهرًا عندما هزمت الكويت 4-0 ضمن المجموعة الثانية في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2022 على ملعب السلطان قابوس الرياضي، المستوى فاجأ حتى أكثر مشجعيها حماسة.

الكرة المميزة والنتيجة الكبيرة إن دلت على شيء فإنها تدل على الطفرة التي قام بها المدرب رشيد جابر في أول مباراة له بعد توليه المهمة. مع تعرض عمان لهزيمتين في أول مباراتين، ورث جابر فريقًا منخفض الروح المعنوية، لكن عمله أثمر بتعزيز الروح المعنوية للفريق بعد هذا الفوز، واستمد الثقة من سجله القوي ضد الكويت، بعد فوزه في جميع مبارياته الثلاثة السابقة.

البحرين تحاول ولا تفوز

تعادلت البحرين في الدقيقة التاسعة من الوقت المحتسب بدل الضائع في نهاية الشوط الثاني أمام إندونيسيا، في مباراة سددت فيها البحرين 24 تسديدة، وهو أعلى إجمالي لها في مباراة واحدة في تصفيات كأس العالم 2026.

نجم المنتخب البحريني كميل الأسود صنع 5 فرص في هذه المباراة، وهو ثاني أعلى رقم في الجولة بعد الـ11 فرصة التي صنعها أكرم عفيف مع قطر، في حين أكملت البحرين 396 تمريرة في هذه المباراة، وهو أعلى رقم لها في مباراة واحدة في تصفيات كأس العالم 2026.