العالمي : خبراء يحذرون: صراخ الوالدين فى وجه الطفل يؤثر على صحته العقلية

قالت صحيفة الجارديان، وفقا لخبراء في تنمية الطفل والصحة العقلية، إن الإساءة اللفظية من قبل البالغين، يمكن أن تجعل الأطفال غير قادرين على الاستمتاع بالمتعة ويرون العالم كتهديد، بجانب أنها قد تؤثر بشكل كبير على صحتهم العقلية.

وأوضح البروفيسور إيمون ماكروري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة آنا فرويد الخيرية للصحة النفسية، ان الأطفال يصدقون كل ما يقال لهم، وتوثر كلمات الكبار بعمق على فهمهم لأنفسهم وللعالم من حولهم، عندما تكون الكلمات الموجهة إليهم عدائية أو مهينة أو مذلة، فقد تكون لها عواقب وخيمة مدى الحياة.

ومن المقرر أن يستمع أعضاء البرلمان البريطاني، الأثنين المقبل، إلى تقرير يفيد بأن تعرض الأطفال للصراخ من جانب الوالدين، يؤدي إلى إعادة تشكيل أدمغة الأطفال، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية والنضال من أجل الحفاظ على الصداقات.

تأثير انتقاد الوالدين على الأطفال
 

ووفقا للتقرير، فإن الكلمات الانتقادية التي يتلقاها البالغون في مرحلة الطفولة،  تشكل أساسًا لكثير من قلقهم وألمهم وضيقهم في وقت لاحق، حتى لو قضوا عقودًا من الزمن في محاولة إثبات خطأ هذه الكلمات، حيث إن رسائل الطفولة، سواء السلبية أوالإيجابية، تشكل  شخصياتهم المستقبلية.
وأظهرت فحوصات أدمغة الأطفال التي أجراها ماكروري، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، أن التعرض المستمر للإساءة، بما في ذلك الإساءة اللفظية، يؤدي إلى تغييرات بيولوجية كبيرة في بنية الدماغ ووظيفته”، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير دوائر “التهديدات” و”المكافآت” في دماغ الطفل، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في مساعدته على التنقل في العالم وكذلك في بناء العلاقات والحفاظ عليها.

وقال ماكروري إن دراسات التصوير تظهر كيف يمكن للإساءة، بما في ذلك الإساءة اللفظية، أن تغير دماغ الطفل بحيث يُنظر إلى العالم كمكان أكثر خطورة، وأن الأطفال الذين يتعرضون للإساءة اللفظية قد يبدأون في تفسير النكات المحايدة، أو النظرات أو تعبيرات الوجه على أنها تهديد، وقد يؤدي ذلك إلى انسحابهم من التواصل الاجتماعي أو الهجوم لحماية أنفسهم.
ولا يقتصر الأمر على الوالدين، ولكن وفقا لماكرورى، تعد الإساءة اللفظية للأطفال من قبل الآباء والمعلمين وقادة النشاط أثناء الطفولة والمراهقة، الشكل الأكثر انتشارا لإساءة معاملة الأطفال، وتعتبر منظمة الصحة العالمية الإساءة العاطفية، بما في ذلك الإساءة اللفظية، شكلاً رئيسياً من أشكال إساءة معاملة الأطفال والعنف ضدهم.
ووفقًا لدراسة بحثية أجريت عام 2023، يتعرض طفلان من كل خمسة أطفال (41%) في المملكة المتحدة، للإساءة اللفظية بعض الوقت أو بانتظام.