العالمي : ارتفاع حمض اليوريك يضر الكلى.. نصائح لخفض مستوياته بشكل طبيعي

غالبًا ما يُعزى حمض اليوريك إلى نوبات النقرس المؤلمة، لكن قصته لا تنتهي عند هذا الحد، فهناك قلق متزايد بشأن كيف يمكن لمستويات حمض اليوريك غير المُسيطر عليها أن تُلحق ضررًا خفيًا بصحة الكلى مع مرور الوقت، فمن المهم تجاوز الخرافات وفهم ما يحدث بالفعل داخل الجسم، وكيف يُمكن للعادات البسيطة والطبيعية أن تُساعد على المدى الطويل، وهو ما يوضحه تقرير موقع “Healthline”.

ارتفاع حمض البوليك وعلاقته بالكلى

الاعتقاد السائد هو أن حمض اليوريك أو البوليك لا يشكل خطرًا إلا عندما يسبب ألمًا في المفاصل، ولكن الأبحاث تُظهر الآن صلةً أعمق بين ارتفاع حمض اليوريك وتلف الكلى، وقد وجدت دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات حمض اليوريك هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض النقرس.

عندما يتراكم حمض اليوريك في الدم، يمكن أن يُشكل بلورات صغيرة تستقر ليس فقط في المفاصل، بل أيضًا في الكلى، ومع مرور الوقت، قد تُسبب هذه البلورات التهابًا، وتُضعف وظائف الكلى، بل وتُؤدي إلى تكون حصوات الكلى.

ما هو المقلق؟

يُمكن أن يؤثر حمض اليوريك بصمت على صحة الكلى دون ظهور أعراض رئيسية حتى يحدث الضرر بالفعل.

لماذا قد يؤدي الصوديوم المخفي إلى ارتفاع حمض البوليك؟

غالبًا ما يُفترض أن السكر هو السبب الرئيسي لارتفاع حمض اليوريك، وفي حين أن السكر، وخاصةً الفركتوز، يُعد مُحفزًا رئيسيًا، فإن الملح يستحق تسليط الضوء عليه أيضًا، ويُمكن أن يؤثر الصوديوم المُختبئ في الأطعمة المُعلبة بشكل طفيف على ضغط الدم وكفاءة الكلى في تصفية حمض اليوريك، مما يُؤثر بدوره على تصفية حمض اليوريك.

النهج الأفضل هو التحول إلى استخدام ملح الصخور أو ملح الهيمالايا الوردي في الطبخ المنزلي، والتقليل من الصلصات والوجبات الخفيفة المُعلبة والأطعمة سريعة التحضير، ويبدأ دعم الكلى بالحفاظ على ضغط الدم وتوازن السوائل، ويلعب الملح دورًا هامًا في هذا الصدد.

الكرز وقدرته على مكافحة حمض البوليك

تتمحور معظم النصائح الغذائية حول تجنب الأطعمة الغنية بالبيورينات، مثل اللحوم الحمراء أو لحوم الأعضاء. ولكن ما يُغفل عنه غالبًا هو فوائد الكرز، وخاصةً الكرز الحامض، ووفقًا لدراسة، ارتبط تناول الكرز بانخفاض خطر الإصابة بنوبات النقرس بنسبة 35%.

ويحتوي الكرز الحامض على الأنثوسيانين، وهي مركبات معروفة بتقليل الالتهاب وخفض مستويات حمض اليوريك بشكل طبيعي، إن تناول وعاء صغير من الكرز الطازج، أو حتى عصير الكرز غير المُحلى، بضع مرات أسبوعيًا، يُمكن أن يُوفر فوائد وقائية دون آثار جانبية.

ماء الليمون ليس فقط لإزالة السموم

هناك اعتقاد خاطئ بأن شرب الماء العادي كافٍ لطرد حمض اليوريك، مع أن الحفاظ على ترطيب الجسم أمر بالغ الأهمية، إلا أن إضافة الليمون إلى الماء الدافئ قد يُحسّن النتائج، والليمون غني بالسترات، مما يساعد على منع تكون بلورات حمض اليوريك في الكلى.

وشرب ماء الليمون الدافئ على معدة فارغة صباحًا يُحسن قلوية الجسم بشكل طفيف، ويدعم وظائف الكلى، ويساعد على التخلص من حمض اليوريك.

كيف تحمي التمارين الرياضية الخفيفة الكلى؟

يفترض الكثيرون أن التمارين الرياضية المكثفة ضرورية للتحكم في حمض اليوريك، ولكن الإفراط في ممارسة الرياضة دون ترطيب كافٍ قد يؤدي إلى نتائج عكسية، الأنشطة الخفيفة إلى المتوسطة، مثل المشي والتمدد واليوجا، أكثر استدامةً وفائدةً على الكلى.

فالحركة اللطيفة تُعزز الدورة الدموية، وتُحسن ترشيح الكلى، وتُساعد على تقليل الالتهاب، وقد رُبط المشي لمدة 30 دقيقة فقط يوميًا بتحسين صحة الكلى وانخفاض مستويات حمض اليوريك، ويكمن السر في المواظبة، وليس الشدة.

كيفية حماية الكلى من المواد الكيميائية الضارة

لحماية كليتيك من المواد الكيميائية الضارة، من الضروري أن تكون على دراية بالتعرضات المحتملة في حياتك اليومية، ويشمل ذلك الحفاظ على ترطيب جيد للجسم لمساعدة كليتيك على التخلص من السموم، وتوخي الحذر عند استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وتناولها فقط وفقًا للإرشادات، وتجنب التعرض المفرط للمعادن الثقيلة أو المواد الكيميائية الصناعية في بيئات العمل من خلال الالتزام بإرشادات السلامة.