العالمي : اضطرابات النوم والاكتئاب.. كيف يؤثر الإفراط فى مشروبات الطاقة على نفسيتك

شهدت مشروبات الطاقة رواجًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بسبب نكهاتها الجذابة ولأنها تساعد على تنشيط الحواس وزيادة التركيز، خاصة فى يوم مرهق.ومن المفترض أن المواد المضافة التي تعمل على تعزيز الدماغ بتلك المشروبات،  مثل المواد المنشطة للعقل والمستخلصات العشبية، هى مواد آمنة وصحية، إلا أن الخبراء يحذرون من الاعتماد عليها كمنشط يومي بسبب تأثيراتها السلبية على الحالة النفسية، وفقا لموقع “Very well mind”.

المواد المنشطة التى تحتوى عليها مشروبات الطاقة
 

الهدف من مشروبات الطاقة هو الشعور بمزيد من اليقظة، ولكن معظم هذا التأثير يأتي من الكافيين التى تحتوى عليه تلك المشروبات، وليست الطاقة التي ينتجها الجسم، مما يجعل الأمر أشبه باستعارة طاقة لا يمتلكها حقًا، لهذا السبب يشعر الكثير من الناس بتعب شديد بمجرد زوال آثارها.

وفيما يلى أشهر المكونات التى تساعد على الشعور بالطاقة داخل تلك المشروبات، وهى:
 

الكافيين
 

الكافيين هو المنشط الرئيسي في مشروبات الطاقة، ويتراوح متوسط محتواه بين 80 و200 ملج للحصة، مع ذلك ترفع بعض العلامات التجارية مستويات الكافيين بشكل كبير، بما يعادل 4 أكواب من القهوة أو 7 أكواب من الشاي الأسود فى بعض الأنواع.
في حين أن تناول الكافيين باعتدال يمكن أن يحسن اليقظة والانتباه  وأوقات رد الفعل، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى القلق والأرق أو الصداع.

السكر

السكر هو ما يمنحك دفعة فورية من الطاقة وإن كانت قصيرة الأمد، وبمجرد زوال هذه الدفعة الأولية، تنخفض مستويات السكر في الدم بسرعة، مما يسبب الخمول والانفعال، بجانب الرغبة الشديدة في تناول السكر، وتحتوي معظم مشروبات الطاقة على ما بين 40 و60 غرامًا من السكر لكل حصة، أي أكثر من 20 ملعقة صغيرة من السكر.

المياه الغازية
 

المياه الغازية الموجودة في معظم مشروبات الطاقة لا تقدم أي فوائد حقيقية للطاقة، ولكنها تضيف التألق للمشروب وتمنح اللسان وخزًا خفيفًا.

فيتامينات ب
 

من المكونات الشائعة الأخرى بمشروبات الطاقة هى فيتامينات ب، مثل ب3، وب6، وب12، حيث تعد فيتامينات ب ضرورية لاستقلاب الطاقة، لكن معظم الناس يحصلون على ما يكفي منها من خلال نظامهم الغذائي المعتاد، ويتخلص الجسم من الفائض منها، لذلك إذا لم تكن تعاني من نقص فيها، فإن فوائدها ضئيلة.

مستخلصات عشبية
 

تحتوي العديد من مشروبات الطاقة أيضًا على مكونات منشطة والمستخلصات العشبية، مثل الجينسنغ، والشاي الأخضر، والجنكة بيلوبا، أو مستخلصات بذور الغوارانا.

ورغم أن هذه المكونات قد يكون لها إمكانات في تركيزات أعلى، فمن غير المرجح أن تنتج أي تأثيرات ملحوظة بالنظر إلى الكمية الموجودة في الحصة النموذجية.

التأثيرات العقلية والعاطفية لمشروبات الطاقة
 

يمكن لمشروبات الطاقة أن تؤثر على صحتنا العقلية والنفسية بشكل كبير، على سبيل المثال ما يلى:

صعوبة تنظيم العواطف

المستويات العالية من الكافيين والسكر مع المنشطات العشبية، يمكن أن تؤدي إلى زيادة العبء على الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى زيادة التهيج وتقلبات المزاج وصعوبة إدارة التوتر، وعندما لا تشعر بالتوازن الكامل أو صفاء الذهن، يصبح من الأسهل اتخاذ خيارات متهورة والتصرف بطرق لا تعكس حقًا الطريقة التي تريد بها التعامل مع الأمور.

تفاقم أعراض القلق والاكتئاب

يمكن أن تسبب نسبة الكافيين والسكر العالية في مشروبات الطاقة أعراضًا تتداخل مع القلق، مثل تسارع نبضات القلب أو التوتر، وقد يفاقم ذلك القلق الموجود، وبالنسبة لمرضى الاكتئاب  قد تؤثر ارتفاعات الطاقة ودورة الانهيار على المزاج، ومستويات الطاقة بشكل أكبر، و إذا كنت تشرب هذه المشروبات في وقت متأخر من اليوم، فإنها قد تؤدي إلى اضطراب نومك، مما يجعل من الصعب إدارة القلق والاكتئاب.

الاعتماد على الكافيين
 

قد يؤدي الإفراط في تناول مشروبات الطاقة إلى تحمل الكافيين،  لذلك يحتاج جسمك إلى المزيد منه لتحقيق نفس التأثير.
ومع مرور الوقت، قد يسبب ذلك اعتماداً جسدياً ونفسياً، مما يجعل العمل بدون تلك المشروبات شبه مستحيل، وتشمل الأعراض الشائعة للاعتماد على الكافيين الصداع، وضبابية الدماغ ، والتهيج، والتعب عند تجنبه أو تقليل تناوله.

اضطرابات النوم

الإفراط في تناول الكافيين والسكر في مشروبات الطاقة، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تعطيل دورات النوم الطبيعية، والتي تعد ضرورية للمعالجة العاطفية والوضوح العقلى، ومن المهم ملاحظة أن التأثيرات قد تختلف بشكل كبير بناءً على التمثيل الغذائي الفردي، والجينات، والظروف الموجودة.

عدد مشروبات الطاقة المناسب لتناولها
 

توصي إدارة الغذاء والدواء (FDA) بتناول ما لا يزيد عن 400 ملج من الكافيين يوميًا للبالغين الأصحاء، وهو ما يعنى عدم تناول أكثر من علبة واحدة يوميًا، خاصة إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الكافيين.