العالمي : روابط اجتماعية وتقليل السكر.. 5 أسرار لحياة صحية على طريقة المناطق الزرقاء

في بعض مناطق العالم، غالبًا ما يصل الناس إلى التسعينات من العمر وما بعدها، مع الحفاظ على نشاطهم وحيويتهم، ومن المثير للاهتمام أنهم يصلون إلى ذلك العمر دون الاعتماد على المكملات الغذائية ، أو العلاجات التى تدعى المساعدة على طول العمر.

ويطلق على تلك المناطق حول العالم، اسم “المناطق الزرقاء”، والتى لا يعيش سكانها عمرا أطول فقط، بل يتمتعون أيضًا بصحة وسعادة أكبر، وفقا لموقع “very well mind”.

ما هى المناطق الزرقاء؟
 

تم صياغة مصطلح “المنطقة الزرقاء”، من قبل عالم السكان الدكتور ميشيل بولان عام 2000 ، أثناء بحثه عن التركيز الاستثنائي المرتفع للمعمرين في سردينيا بإيطاليا، وفي عام 2005، تمكن المستكشف والمؤلف دان بويتنر، بالتعاون مع خبراء الديموغرافيا وعلماء الأوبئة، من تحديد مناطق زرقاء إضافية حيث من المرجح أن يعيش الناس فيها لمدة 100 عام أو أكثر.
وتقدم هذه المناطق رؤى قيمة حول أنماط الحياة التي تدعم الشيخوخة الصحية وطول العمر، ويوجد حاليًا خمس مناطق زرقاء حول العالم، وهى:

أوكيناوا ، اليابان
سردينيا، إيطاليا
إيكاريا، اليونان
نيكويا، كوستاريكا
لوما ليندا، كاليفورنيا

أسرار طول العمر والسعادة في المناطق الزرقاء
 

في المناطق الزرقاء، ينبع طول العمر من نمط حياة بسيط ومتسق وعادات ثقافية متأصلة في الحياة اليومية، على سبيل المثال ما يلى:

تقنيات إدارة التوتر

تعد الطقوس التي تعزز تخفيف التوتر والعيش المتعمد، مثل الصلاة والتأمل وتبجيل الأسلاف، ممارسات شائعة بين مجتمعات المنطقة الزرقاء، لأنها  تمنح الجهاز العصبي فرصةً للتوقف وإعادة ضبط نفسه، كما أنها تعزز الشعور بالأمل والانتماء.

ويقلل التأمل من مستوى الكورتيزول، الهرمون المسبب للتوتر، ويزيد من المادة الرمادية في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم المشاعر ، ويساعدنا على زيادة وعينا بأنماط تفكيرنا، لأن إدارة التوتر تلعب دورًا أساسيًا في حماية العقل والجسم وإبطاء الشيخوخة.

الشعور بالهدف
 

يتمتع سكان المناطق الزرقاء أيضًا بشعور قوي بالهدف، على سبيل المثال، يمارس سكان أوكيناوا مفهوم “إيكيجاي” ، وهو مفهوم ياباني يشجع الناس على إيجاد سببا لوجودهم، وعلى نحو مماثل، يعيش سكان نيكويا وفقًا لمبدأ “خطة الحياة” ، أو “غرض الروح”، الذي يعزز العيش الواعي المتوافق مع قيم الفرد.
وتمنحك معرفة هدفك التوجيه والمعنى، خاصةً في الأوقات الصعبة،  كما أنها تعزز احترام الذات ، وتقلل من مشاعر اليأس ، وتحافظ على دافعيتنا وتفاعلنا، خاصة خلال الأوقات الصعبة.
كما أن وجود هدف واضح في الحياة قد يؤثر أيضًا على طول العمر،  والذى يرتبط ارتباطًا مباشرًا بقدرتنا على العمل، وبدون هدف، تبدأ هذه القدرة بالتراجع.

الروابط الاجتماعية والانتماء

تزدهر مجتمعات المنطقة الزرقاء بفضل الروابط الاجتماعية القيّمة. على سبيل المثال، يتمتع سكان سردينيا بمجتمعات مترابطة ونمط حياة يركز على الأسرة، وفي الوقت نفسه، يتمتع سكان أوكيناوا بتقليد تشكيل “موآي”، وهي دوائر مدى الحياة من الأصدقاء الذين يتشاركون القيم والغرض والاهتمامات.
العلاقات الداعمة تساعد على التعامل مع التوتر،  فالقدرة على مناقشة الأمور، أو الضحك، أو حتى مجرد الجلوس مع شخص مُتفهم، تُعيد التوازن للجهاز العصبي، لذلك يعيش الأشخاص الذين لديهم علاقات قوية وداعمة لفترة أطول، ويعانون من أمراض مزمنة أقل، ويكونون أكثر قدرة على الصمود عندما تنشأ تحديات صحية.

النظام الغذائي وعادات الأكل
 

أنظمة المنطقة الزرقاء الغذائية تعكس نمط الأكل المتوسطي، الذي يحد من تناول الملح والسكر المضافين، ويحتوي على نسبة عالية من الأطعمة النباتية والأسماك والدهون الصحية مثل زيت الزيتون، ويساعد اتباع نظام غذائي متوازن غني بأحماض أوميجا 3 والألياف والبروبيوتيك، على تنظيم المزاج والوظائف الإدراكية.
يحرص سكان المناطق الزرقاء على تناول الطعام ليس فقط، بل أيضًا كميته، على سبيل المثال، يتبع سكان أوكيناوا قاعدة هارا هاتشي بو ، المعروفة أيضًا باسم “قاعدة الـ 80%”، وهذا يعني أنهم يتوقفون عن تناول الطعام عند شعورهم بالشبع بنسبة 80%، بدلًا من 100%، لتجنب الإفراط في تناول الطعام وما يرتبط به من مخاطر صحية.

النشاط البدني

تعطي مجتمعات المنطقة الزرقاء الأولوية للحركة الواعية على التمارين الرياضية المُنظّمة، مثل المشي والبستنة والطبخ وركوب الدراجات، وذلك لأن الحركة المنتظمة تحافظ على قوة أجسامنا، وتوازن مزاجنا، ونشاط عقولنا، كما أنها تقلل الالتهابات، وتحافظ على صحة القلب، وتدعم أجزاء الدماغ التي تساعد على الذاكرة والتعلم.

خطوات لتنظيم حياتك على طريقة سكان المناطق الزرقاء
 

يتمكن إجراء تغييرات صغيرة ومتعمدة، على طريقة سكان المناطق الزرقاء، وهى:

ابقَ على تواصل

اتصل بصديق، أو شارك عائلتك وجبة طعام، حتى التواصل القصير، الذي لا يتجاوز عشر دقائق، يمكن أن يُحسّن مزاجك.

اعرف هدفك

قد يكون رعاية أحبائك، أو العمل الإبداعي، أو خدمة الآخرين، اسأل نفسك ما الذي يمنحني الطاقة؟ من يجعلني أشعر بأنني على طبيعتي؟، وغالبًا ما يكمن هدفك في تلك الإجابات.

تدرب على البقاء ساكنًا

قم ببناء لحظات من الهدوء في يومك من خلال الصلاة والتأمل وتمارين التنفس، وتدوين اليوميات والمشي في الطبيعة أو فترات الراحة الخالية من التكنولوجيا.

تحرك أكثر

امشِ أثناء تلقي المكالمات، وتمدد بين المهام، واصعد الدرج كلما أمكن، حيث يكمن السر في دمج الحركة المنتظمة في إيقاع يومك بدلاً من الاعتماد على التمارين المكثفة.